جديد جديد

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

بشراك



   


        

بشرك يا من قد دعيت لزورة
فهرعت تلبية لمن ناداك

و لبست من ثوب النقاء بريقه
فازداد شوقك للقا و هواكا

و القلب كبر و الجوارح هللت
و النور يسطع بينها يغشاكا

يرنو إلى نور الحبيب فينتشي
فتسح أدمع بهجة عيناكا

و الروح كادت أن تطير تشوّقا
لأريج حِبّ للرشاد دعاكا

سبقت مواكب سيرها فتدفقت
لنسيم رضوان الكريم هناكا

أم القرى تحنو على أضيافها
فتضم هذا أو تقبّل ذاكا

تدعو إله الكون في تحنانها
هذي قلوب أشربت بهداكا

جاءوك من كل الفجاج بألسن
شتى تناشد بالخضوع رضاكا

فرّوا إليك لتستظل جوارح
بظلال عفوك . . تحتمي بحماكا

شعثا تعلق باليقين رجاؤهم
غبرا يرومون السنا بضياكا

رباه جد بالفضل إنك أهله
أنت الكريم . . فمن يجود سواكا ؟

*****

بشراك سبعا في طوافك داعيا

تستنزل الرحمات من مولاكا

في كل شوط تبتغي الحجر الذي
يعدو إليك لكي يعطر فاكا

و الحجر حن لأدمع فاضت على
خد الثرى متأثرا ببكاكا

صفيت نفسك بالصفا في سعيها
و جأرت بالتهليل في مرواكا

ذابت جبال الهم عنك بشربة
هامت بها و تعلقت شفتاكا

زمزمت نفسك فاختفت أدرانها
فالطب ماء صافحته يداكا

عرفات ضمدت الجراح و أسكنت
صوت الشجون ليستبان بهاكا

سبحت بموج من تسابيح علت
كثبانها . . و تهللت بدعاكا

و رمالها رفعت أكف ضراعة
و استغفرت لك و الحجيج سواكا

فأفضت منها و الجبين مكلل
فالبشر تاج يستحث خطاكا

والذكر ريحان تفوح طيوبه
غرسته في ساح السما كفّاكا

اشدد رحالك و ازدلف متهللا
و اجمع سلاحا مرهبا فتّاكا

و ارجم عدوّا لا يزال موسوسا
و طوال عمرك غيّه أضناكا

يأباك أن تمشي بدرب للهدى
فيثير همزا يحجب الإدراكا

ارجمه واعلم باليقين بأنه
سيصير عصفا من لهيب حصاكا 

ارجمه و ارجم كل شيطان نما
من نسل إبليس الرجيم أتاكا

ارجم شياطينا تسيح بأرضنا
تبغي فسادا للورى و هلاكا

أشياعهم قتلوا زهور براءة
في وجه طفل قد يكون فتاكا

هتكوا ستور نسائنا بفظاظة
طمسوا ضياء الشمس وقت ضحاكا

ثم امض و انحر كل خوف ينزوي
بالنفس فالجبن البغيض قلاكا

وهنت عزيمة جنده وتفتتت
فتحررت من بطشها يمناكا

قدمه هديا كي تنال شجاعة
و تضيء شمس كرامة دنياكا

و انحر طواغيت الضلال و لا تذر
إفكا يناشد شرّه بمداكا

جردت نفسك من متاع زائف
فنما يقينك و الإله يراكا

باهى بسعيك في السماء ملائكا
فمحا الخطايا و استجاب دعاكا

عرج إلى نور المدينة قاصدا
روض الحبيب ليستتم هناكا

و ترى ضياء المصطفى متغلغلا
بتخومها و يشع في مرآكا

فتنال حظّا من ضيافة أحمد
و تبث في شغف له نجواكا

أخبره أن المشركين تحالفوا
و تكاتفوا للنيل من مسراكا 

وطئوا بأقدام النجاسة موضعا
ما انفك ينهل من رحيق ثراكا

منعوا صلاة المسلمين بمسجد
صلى جميع الرسل فيه وراكا

و من انبرى ليزود عنه ضلالهم
نصبوا له وقت الغداة شراكا

فكبيرهم متعطش لدمائنا
و بدربنا غرس الردى أشواكا

حتى تطاول بالغرور صغيرهم
في قوله – يا سيدي – و أذاكا

و المسلمون المسلمون تشرذموا
و تباعدوا عن منهج ربّاكا

جعلوا اللواء مصالحا و تجارة
فتطبّعوا بطباع من جافاكا

ما اهتز منهم شعرة لمصاحف
حرقت . . و لا دحروا الذي عاداكا

دخلوا سراديب الخنوع برغبة
منهم . . و جافوا عزة برباكا

كالصيد إذ خدعته رقة صائد
لتكون أطواق النجاة شباكا

وشباب أمتنا تموج عقولهم
بالمسكرات و ما اهتدوا بهداكا

إلا قليل منهم مستمسك
بالعروة الوثقى و حمل لواكا

أخبره عن كل الأمور بعصرنا
عن محدثات بلورت بلواكا

ودّع رسول الله و ارجع راشدا
فبنور طه كحّلت عيناكا

و اشدد رحالك ظافرا بزيارة
محقت ذنوبك فاستنار فضاكا

الجسم حن إلى الرجوع لموطن
و الروح مالت أن تكون هناكا

عاهدتها بالعود إن شاء الذي
بسخائه في منحه أعطاكا

و مضيت منشرح الفؤاد مكبّرا
و النور يهتف في المدى بشراكا